عبارة عن آلة تشفير استُخدمت في الفترة ما بين أوائل وأواسط القرن العشرين بهدف حماية الاتصالات العسكرية والدبلوماسية والتجارية، وقد تم الاعتماد عليها بشكل واسع من قبل القوات الألمانية خلال فترة الحرب العالمية الثانية. اخترع المهندس الألماني آرثر شيربيوس آلة إنيجما في عام 1918 للأغراض التجارية، قبل أن تصل إلى قوات البحرية الألمانية في عام 1926، ثم إلى بقية فروع الجيش الألماني.
صُممت آلة إنيجما على شكل الآلة الكاتبة؛ حيث كانت تتألف من لوحة مفاتيح عادية يعلوها لوحة من الأضواء تحتوي على 26 ضوء لكل حرف من حروف الأبجدية. واعتمدت في آليه عملها على مجموعة من الدوارات الكهروميكانيكية التي تُغير الوصلات الكهربائية بين المفاتيح والأضواء وفقاً لمفتاح سري ومجموعة من الإعدادات المتغيرة بشكل دوري. فعندما يضغط المشغل على أحد المفاتيح لكتابة حرف من أحرف النص الصريح يعمل أحد الأضواء ممثلاً الحرف المقابل له في النص المشفر، وبشكل معاكس عند إدخال النص المُشفر يمكن الحصول على النص الصريح.
وفرت الآلة حوالي 103 سكستليون (واحد وأمامه ستة وثلاثين صفراً) إعداد ممكن، مما دفع الألمان إلى الاعتقاد بأنها غير قابلة للكسر. لكن عالم الرياضيات البولندي ماريان رييفيسكي تمكن من فك تشفير أحد الرسائل في عام 1932، ومع اندلاع الحرب عام 1939 قرر البولنديون مشاركة المعلومات التي توصلوا إليها حول آلة إنيجما مع البريطانيين. وبفضل بعض نقاط الضعف في تنفيذ عمليات التشفير تمكّن آلان تورينج ومجموعة من العلماء من الوصول إلى كتب الشيفرات الألمانية؛ مما سمح لهم بتصميم آلة تدعى بومب (Bombe) لفك تشفير كافة الرسائل.