صنعاء – خاص
اختتمت يوم أمس في صنعاء فعاليات المؤتمر الوطني الأول للأمن السيبراني بمشاركة فاعلة من الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا و الإبتكار.
وكان الدكتور ناصر القدمي، مدير عام البحوث في الهيئة قد قدم ورقة عمل بعنوان “الأمن السيبراني.. التحدي القادم للسيادة الوطنية” استعرض فيها المخاطر و التهديدات للأمن القومي و السيادة الوطنية نتيجة للتحديات السيبرانية في ظل الفضاء الإلكتروني و تزايد اعتماد البنية التحتية الحيوية على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات خصوصا في ظل توجه الحكومة نحو الاتمتة و الحوكمة الإلكترونية.
وتطرقت الورقة إلى المخاطر التي ينطوي عليها المستقبل باعتبارها مخاطر كبيرة ذات أبعاد مختلفة على المستوى العسكري و الاستخباراتي و الإقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و غيرها.
وتضمنت ورقة العمل المقدمة مقترحا لخطة استراتيجية للأمن السيبراني و مقترحات و توصيات الهيئة بهذا الخصوص، كما استعرضت جهود الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا و الإبتكار في توجيه الجامعات و المراكز و الهيئات البحثية نحو الأولويات الوطنية في مجال الأمن السيبراني و تكنولوجيا المعلومات.
ونوهت إلى أن الحروب السيبرانية هي حروب المستقبل الرقمية و أن صراع الكيبورد هو صراع الصفر و الواحد، فإما أن نكون رقما ذو معنى أو صفرا بلا جدوى.
وقد نالت المشاركة الإشادة من المنظمين للمؤتمر و المشاركين فيه، كما كرم كل من نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن اللواء جلال الرويشان و وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس مسفر النمير الدكتور القدمي في ختام فعاليات المؤتمر.
وقد اختتم المؤتمر الذي استعرض 20 ورقة عمل من بين 100 ورقة مقدمة، بجملة من التوصيات التي ركزت على وضع خطة لبناء قدرات كوادر وطنية متخصصة في مجال الأمن السيبراني، وتأهيل العاملين في مجال تقنية المعلومات في مختلف القطاعات بما يمكنهم من الاستجابة الفورية لطوارئ التهديدات السيبرانية.
ودعت توصيات المؤتمر الذي نظمته في ثلاثة أيام وزارة الإتصالات وتقنية المعلومات، إلى فتح المسارات الأكاديمية للتخصص النوعي في مجال الأمن السيبراني وتطوير المناهج في التخصصات ذات العلاقة لتتضمن مواد الأمن السيبراني.
وشددت على نشر الوعي لدى الأفراد والمستخدمين في مجال الأمن السيبراني من خلال حملات التوعية بالاستخدام الأمن ومخاطر جرائم الأمن السيبراني وتضمين المناهج التربوية الأساسية والثانوية مواداً عن الأمن السيبراني.
وأشارت توصيات المؤتمر إلى أهمية تعزيز الشراكة في مجال الأمن السيبراني بين القطاعين العام والخاص، والتنسيق والتعاون مع الجهات الإقليمية والدولية المعنية بأمن الفضاء السيبراني بما يحفظ استقلال الجمهورية اليمنية.
كما دعت إلى بحث ودراسة الانضمام إلى الاتفاقيات والمعاهدات العربية والدولية في مجال حماية البيانات والمعلومات الشخصية والتصدي لجرائم الإرهاب الإلكتروني.
وأكدت التوصيات ضرورة مشاركة الجمهورية اليمنية في المؤتمرات والندوات وورش العمل الإقليمية والدولية للاستفادة من الخبرات والتجارب المختلفة في مجال الأمن السيبراني، واعتماد المحاور الرئيسية لمشروع الإستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني.
وأشارت إلى أهمية تكليف اللجنة التحضيرية باستقبال مقترحات المشاركين في المؤتمر فيما يتعلق بالمبادرات والبرامج والأنشطة والرفع بالمسودة النهائية للإستراتيجية للعرض على مجلس الوزراء لإقرارها، وتشكيل فرق استجابة سريعة لحوادث الأمن السيبراني لدى الجهات المعنية بالبنية التحتية الحيوية بإشراف فريق حكومي متخصص من الجهات الرئيسية ذات العلاقة بالأمن السيبراني كنواة لإنشاء المركز الوطني للأمن السيبراني.
وشددت التوصيات، على أهمية سن سياسات ولوائح تنظيمية تتعلق باستضافة المواقع والخدمات الالكترونية الحكومية وتشجيع الاستثمار في مجال تزويد واستضافة المحتوى الالكتروني الوطني وضرورة انعقاد المؤتمر الوطني للأمن السيبراني بصفة دورية كل عام.