صنعاء – سبأ:
دشن نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد، اليوم بأمانة العاصمة مشروع الفرن الشمسي، الذي نفذته الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بتكلفة ثلاثة ملايين ريال، كأول مشروع يعمل بالطاقة الشمسية والغاز على المستوى الوطني.
وطاف الجنيد ومعه وزير حقوق الإنسان علي الديلمي ورئيس الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكارالدكتور منير القاضي ونائبا وزيري التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي شرف الدين والزراعة والري الدكتور رضوان الرباعي، ورئيس الهيئة العلمة لحماية البيئة عبدالملك الغزالي، بمكونات الفرن الذي صنعه المهندس منير القرماني وينتج نحو تسعة آلاف رغيف خبز يومياً، ويعمل بنظام “الهايبرد”، وبمواصفات ومعايير عالمية ويسهم في خفض تكلفة الطاقة المستهلكة في الأفران وأسعار رغيف الخبز.
وأشاد نائب رئيس الوزراء برعاية الهيئة ودعمها للمبدعين والمبتكرين، مؤكداً اهتمام القيادة الثورية بالمبدعين ورعايتهم والمساهمة في إنجاح ابتكاراتهم وإخراجها إلى النور.
ولفت إلى أن اليمنيين أذهلوا العالم بصمودهم وثباتهم وإرادتهم الصلبة في مواجهة قوى العدوان بإمكانيات متواضعة وبسيطة على مدى ثماني سنوات، وقال “أثبت الشعب اليمني للعالم بأنه قادر على العطاء وبناء واقعه ومجتمعه بالاستفادة من إمكاناته البشرية ومقوماته”.. منوها بجهود قيادة الهيئة ودور صاحب الابتكار الذي يُعد من المشاريع المهمة لتلبية احتياج المجتمع.
وتطرق الجنيد إلى مشاريع الهيئة التي قدّمتها ضمن مصفوفة الرؤية الوطنية ويلمس آثارها المجتمع اليوم وتعزز من التنمية المجتمعية والمستدامة، وتوّقع أن تطلق الهيئة سلسلة من المشاريع الابتكارية خلال العام 1445هـ ضمن مهامها ومسؤولياتها، داعياً الجهات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، إلى إسناد الهيئة ودعم جهودها في هذا الجانب.
فيما حيا رئيس الهيئة، مبتكر مشروع الفرن الشمسي الذي يحصد اليوم ثمار فكرته على الواقع، بعد جهود متواصلة استمرت عامين، مشيراً إلى أن المشروع يُعد أحد مشاريع الهيئة التي ستعمل على التقليل من استهلاك الوقود والحفاظ على الغطاء النباتي.
وأوضح أن الفرن يعمل بنظام الهايبرد، الإشعاع أو الطاقة الشمسية من الساعة العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساء، ومن ثم يعمل في المساء والصباح الباكر بالغاز باستهلاك قليل.
وأفاد الدكتور القاضي، بأن لدى الهيئة أكثر من مشروع، ويعد الفرن الشمسي، أول مشروع يتم تطبيقه على الواقع، مشيراً إلى أنه تم إجراء التجارب على الفرن خلال الفترة الماضية، وتم تدشينه لتعميم التجربة على من يرغب من الأفران الخاصة والجهات ذات العلاقة.
من جهته أوضح نائب رئيس الهيئة الدكتور عبدالعزيز الحوري، أن تدشين المشروع في حارة الطبري بمديرية التحرير بالأمانة، يأتي بعد استكمال التجارب لعملية الإنتاج للفرن على مدى الثلاثة الأشهر الماضية.
وأعرب عن الأمل في استفادة القطاع الخاص وهيئتي الأوقاف والزكاة من تجربة مبتكر المشروع للعمل به وتطبيقه على الواقع، بما يكفل الحفاظ على البيئة والمساهمة في خفض تكلفة الوقود وأسعار رغيف الخبز.
وأكد الدكتور الحوري، أن الأفران العادية تستنزف الاحتطاب بكمية كبيرة، ما يؤثر على الغطاء النباتي والبيئة بصورة عامة.. مبدياً استعداد الهيئة التعاون مع الجهات ذات العلاقة والقطاع الخاص، لتحويل الأفران العادية والشعبية إلى أفران تعمل بالطاقة الشمسية.
وأشاد بصاحب مشروع الفرن الشمسي، وكل من ساهم وساند هذه الفكرة وإخراجها إلى الواقع بدءاً بمرحلة التصميم مروراً بمرحلة التحليل وصولاً إلى مرحلة التنفيذ.. داعياً القطاع الخاص إلى إعداد خطة للبدء بتحويل الأفران العادية إلى أفران تعمل بالطاقة المتجددة والاستفادة من مميزات الفرن الشمسي.
من جانبه استعرض المهندس منير القرماني، فكرة المشروع ومراحله وصولاً إلى تدشينه اليوم، والصعوبات التي رافقت العمل.
وقال “إن المشروع لم يكن وليد اللحظة، وإنما جاء انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية التي تحملها الجميع نتيجة العدوان والحصار على مدى الثمان السنوات الماضية، وواجهنا صعوبات ومعوقات وتجاوزناها” .. مثمناً دعم الهيئة العليا للعلوم في دعم ورعاية المشروع وإخراجه إلى النور.
ودعا المهندس القرماني، إلى ترسيخ ثقافة ومبدأ الابتكار ودعم ورعاية المبدعين وإخراج ابتكاراتهم إلى حيز الوجود.
تخلل التدشين ريبورتاج حول المشروع وأهدافه العامة ومميزاته ومراحل إنشائه وموقعه والجهات المتعاونة في إنجاحه.