أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى التيجبي النقاش، المعروف بابن الزرقالة أو الزرقالي، عالم فلكي اشتهر بسعة اطلاعه وذكائه وثقافته العلمية العميقة وإقبالة على الدراسة والعلم وشغفه بالفلك.

ولد في قرطبة ولكنه تركها بسبب القلاقل والفتن وانتقل إلى طليطلة. عاش حياة حافلة بالعلم ووهب فكره للاطلاع والدراسة وقد عشق الفلك وترك مصنفات كثيرة ما زالت هي منبع لحقائق علمية في حياة العرب.

تلقى الزرقالي تعليمة في العلوم التجريبية في مدينة طليطلة فنبغ في كل من الفلك والرياضيات، وكان إلى جوار دراسته يعمل نقاشاً لذا عُرف بالنقاش. فكان لهذا العمل بالغ الأثر في حبه المتواصل للسياق الفني؛ ولذا كان له السبق في علم الفلك التطبيقي الذي جمع بين القيمة العلمية والذوق الفني.

تأتي شهرة الزرقالي الحقيقية من أعماله الرائدة في الجغرافية الفلكية، فهو أول من قاس طول البحر الأبيض المتوسط قياساً دقيقاً حيث أعطى اثنتين وأربعين درجة وهو رقم قريب جداً من قيم القياسات الحديثة.

كما كان أول من أثبت أن رحلة ميل أوج الشمس هي (12,04) ثانية بالنسبة للنجوم الثوابت والرقم المعاص هو (11,08). وهو أول من قال بدوران الكواكب في مدارات بيضاوية.

أما عن اختراعه فقد ابتكر آلات فلكية جديدة وصفها في كتاب له يعرف باسم الصحيفة الزرقالية فشرح فيها كيفية استعمال الإسطرلاب على منهاج جديد والتحسينات التي أضافها إلى الإسطرلاب.

كما قام بحساب مواقع النجوم ووضعها في أزياج عرفت باسم الأزياج الطليطلية تشمل الأرصاد التي قام بها مع زملائه في طليطلة.

كما ألف رسالة في غاية الأهمية والتي تحتوي على المعلومات الضرورية لصنع واستعمال صحيفة الزرقالة التي قدمت خدمة جليلة لعلماء العرب والمسلمين في ميدان الرصد. وقد ترجمت هذه الصحيفة إلى عدة لغات كما اعتمد عليها علماء أوروبا في عصر نهضتهم في جميع أرصادهم الفلكية طوال قرنين من الزمان.

وهناك مجموعة مخطوطات للزرقالي لم تطبع أو تنشر حتى اليوم ولكنها تحقق وتدرس من قبل الباحثين والمهتمين بالتراث العلمي والفكر الإسلامي.